هل تعانون من آلام الرقبة المزمنة؟
تُعد آلام الرقبة من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا، وقد تتراوح شدتها من انزعاج بسيط إلى ألم مزمن قد يحد من الحركة ويؤثر على جودة الحياة.
في بعض الحالات، قد ترافقها أعراض إضافية مثل الخدر، ضعف العضلات، أو صعوبة تحريك الرقبة، مما يستدعي التقييم الطبي الدقيق لتحديد السبب ووضع خطة العلاج المناسبة.
الأسباب الشائعة لآلام الرقبة
وراء كل ألم في الرقبة، هناك سبب محدد قد يكون مرتبطًا بالفقرات، العضلات، الأربطة أو الأعصاب. وتحديد هذا السبب بدقة هو الخطوة الأولى لاختيار العلاج المناسب.
هذه أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى آلام الرقبة:
مع التقدم في السن أو نتيجة الإصابات المتكررة، تفقد الأقراص بين فقرات الرقبة جزءاً من مرونتها وارتفاعها، مما يؤدي إلى تضيق الفراغ بين الفقرات.
هذا التضيق قد يسبب ضغطاً ميكانيكياً أو مباشراً على الجذور العصبية أو الحبل الشوكي، مسببًا ألمًا في الرقبة وأعراضًا عصبية محتملة.
يحدث عندما تتحرك إحدى فقرات الرقبة من مكانها الطبيعي، سواء بشكل واضح أو دقيق، مما قد يؤدي إلى ضغط على الحبل الشوكي أو الجذور العصبية.
يسبب هذا الضغط أعراضًا تشمل ألمًا في الرقبة يمتد إلى الكتفين والذراعين، إضافةً إلى تنميل أو ضعف في العضلات في الحالات المتقدمة.
يُشخّص هذا النوع من الانزلاق عادةً من خلال الأشعة التشخيصية مثل الأشعة السينية الديناميكية أو الرنين المغناطيسي.
يحدث هذا التضيق نتيجة تغيرات تنكسية في العمود الفقري العنقي، مثل تآكل الديسك، أو نمو الزوائد العظمية، أو سماكة الأربطة المحيطة بالقناة الشوكية.
تؤدي هذه التغيرات إلى انخفاض المساحة المتاحة للأعصاب أو الحبل الشوكي، مما يسبب ضغطًا مباشرًا على الجذور العصبية أو النخاع الشوكي.
تظهر الأعراض عادة على شكل ألم يمتد من الرقبة إلى الكتفين والذراعين، وقد يصاحبه تنميل أو ضعف في الأطراف العلوية. وفي بعض الحالات المتقدمة، قد تحدث علامات اعتلال نخاعي نتيجة الضغط على الحبل الشوكي.
يُشير هذا المصطلح إلى الحالات الناتجة عن وضعيات غير صحيّة للرقبة مثل الانحناء المطوّل أمام الشاشات أو استخدام الهاتف بوضعيات خاطئة.
تؤدي هذه الوضعيات إلى إجهاد العضلات والأربطة الدقيقة في الرقبة، ما يسبب تشنجًا وتيبّسًا وألمًا قد يمتد إلى الكتفين أو أعلى الظهر، ويزداد غالبًا مع الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة دون حركة أو دعم مناسب.
يُعد التهاب المفاصل العنقية من الحالات الشائعة مع التقدم في العمر أو لدى الأشخاص الذين يعانون من تآكل غضاريف الفقرات
يؤدي هذا الالتهاب إلى تضيق المسافة بين الفقرات ونمو زوائد عظمية قد تضغط على الجذور العصبية أو الحبل الشوكي. تظهر الأعراض عادة على شكل ألم مشع من الرقبة إلى الكتفين أو الذراعين، وقد تترافق مع تنميل أو ضعف عصبي في الحالات المتقدمة.
في كثير من الحالات، قد يتم البدء بعلاجات تحفظية لتخفيف الأعراض مثل العلاج الطبيعي أو الأدوية أو الحقن الموضعية، بالإضافة إلى تعديل وضعية الجسم. لكن هذه الإجراءات غالبًا ما تكون حلولًا مبدئية، وليست مناسبة للحالات المتقدمة أو المزمنة.
عندما لا تحقق العلاجات غير الجراحية النتيجة المطلوبة، أو تظهر أعراض عصبية متقدمة مثل التنميل أو ضعف العضلات، يصبح التدخل الجراحي الخيار الأنسب لاستعادة الوظيفة وتخفيف الضغط على الأعصاب أو الحبل الشوكي.
من أهم الحالات التي تستدعي اللجوء إلى جراحات الرقبة:
الانزلاق الغضروفي
تضيق القناة الشوكية
الكسور والإصابات
تآكل الفقرات أو الأورام
تحديد العمود الفقري
تدهور المفاصل.
تُعد عملية استبدال الديسك العنقي من أكثر العمليات الحديثة دقة وفعالية لعلاج تآكل أو انزلاق الأقراص العنقية. خلال هذا الإجراء، يتم إزالة القرص التالف واستبداله بقرص صناعي مصمم للحفاظ على الحركة الطبيعية للرقبة. تساعد هذه التقنية على تخفيف الضغط على الأعصاب، تقليل احتمالية تآكل الفقرات المجاورة مستقبلًا، وتسريع التعافي مقارنة بجراحات الدمج التقليدية.
في بعض الحالات، لا يمكن الحفاظ على حركة الفقرات المصابة، ويكون الحل هو دمجها جراحيًا لتثبيت العمود الفقري واستعادة الاستقرار. يقوم الجراح بإزالة القرص المتضرر وتثبيت الفقرات معًا باستخدام صفائح أو براغٍ أو طعوم عظمية. هذه العملية فعالة في تخفيف الألم وتحسين ثبات العمود الفقري، لكنها تقلل من مرونة الحركة في الجزء المدموج.
عند حدوث تضيق شديد في القناة الشوكية أو الثقوب العصبية، يتم إجراء جراحة لتوسيع المساحة المحيطة بالأعصاب والحبل الشوكي. يهدف هذا الإجراء إلى تقليل الضغط العصبي وتحسين الأعراض مثل الألم الممتد أو التنميل أو ضعف العضلات، مما يساهم في استعادة القدرة الحركية وجودة الحياة.
قصص نجاح
تجارب مرضى د. عبدالسلام البلوشي تعكس رحلة أمل حقيقية… من ألم الرقبة المزمن إلى حياة خالية من القيود.
بفضل دقته الجراحية واهتمامه الإنساني، استعاد العديد من المرضى حركتهم وثقتهم بأنفسهم.
خبرة د. عبد السلام البلوشي
الدكتور عبدالسلام البلوشي هو الإماراتي الوحيد المعتمد من البورد الأميركي في جراحة الأعصاب، واشتهر بريادته في جراحة العمود الفقري بمساعدة الروبوت، حيث أجرى أول عملية من هذا النوع في الشرق الأوسط وإفريقيا عام 2022، مما رفع معايير الدقة والرعاية الجراحية.
تخرّج من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية المرموقة، وهو عضو في جمعية ألفا أوميغا ألفا الطبية الشرفية.
يمتلك عدة براءات اختراع أمريكية في تقنيات الدماغ والهيكل الخارجي لمساعدة مرضى الشلل على الحركة.
شارك عام 2011 في أول زراعة محفز للعمود الفقري فوق الجافية في العالم.
يركز حاليًا على العلاجات التحويلية مثل العلاج بالخلايا الجذعية، لتقديم حلول مبتكرة للأمراض التنكسية.
رؤيته تتمثل في جعل هذه العلاجات المتقدمة متاحة في الإمارات، وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للرعاية الصحية والابتكار.
الأسئلة الشائعة
نعم، تُعد جراحة الرقبة من الإجراءات الدقيقة والآمنة عند إجرائها على يد جراح مختص. يتم التخطيط للعملية باستخدام أحدث التقنيات لضمان أعلى درجات الأمان وتقليل المضاعفات.
تختلف مدة التعافي من مريض لآخر، لكنها غالبًا تتراوح بين عدة أسابيع إلى بضعة أشهر حسب نوع الجراحة والحالة الصحية العامة. يعود معظم المرضى إلى نشاطهم اليومي بشكل تدريجي بعد أسابيع قليلة.
لا، فمعظم جراحات الرقبة الحديثة، مثل استبدال الديسك بديسك صناعي، تساعد على الحفاظ على حركة الرقبة الطبيعية. أما جراحات الدمج فقد تقلل من الحركة في الجزء المدموج فقط، دون التأثير على باقي الفقرات.
يلاحظ كثير من المرضى تحسنًا ملحوظًا في الألم بعد الجراحة، لكن قد تستغرق الأعراض العصبية وقتًا إضافيًا للتحسن الكامل. كما يوصى بجلسات إعادة تأهيل لتحسين النتائج.
يعتمد ذلك على نوع العمل. يمكن للمرضى الذين يعملون في مكاتب العودة بعد فترة قصيرة، بينما يحتاج من لديهم أعمال بدنية إلى فترة أطول. يحدد الطبيب الخطة المناسبة لكل حالة.